وتعتبر الفيلولوجيا هي الأصل الذي تفرع عنه علم اللغة أو اللسانيات Linguistics في أوربا، كما تعتبر الأنتروبولوجيا هي ذلك الأصل بالنسبة للدراسات اللغوية الأمريكية. فإذا كانت العبارة التي ألقاها السير وليام جونز أمام أعضاء الجمعية الملكية الآسيوية في كلكتا بالهند، وأعلن فيها عن كشفه للعلاقات التركيبية بين السنسكريتية واللغات الأوربية القديمة ،أقول إذا كانت هذه العبارة هي الصيحة التي بدأت الزحف في حلبة علم اللغة ،فإن هذه الصيحة قد صدرت عن فيلولوجي ،وقد وجهها إلى طائفة من الفيلولوجيين، واعتبرت مساهمة منه في الدراسات الفيلولوجية، وكان على حق، لأنه انطلق من دراسة النصوص السنسكريتية القديمة ، وهي موضوع دراسة الفيلولوجيا .على أن "الفيلولوجيا"﴿ بهذا المعنى الذي أصبح فيما بعد يعرف باسم "علم اللغة "﴾ اتجهت اتجاها آخر لم يقنع الدارسون فيه بالنصوص القديمة والوثائق فقط ، ولم يصبحوا مرتبطين بالقدم وحسب ،وإنما حولوا "تحليل النصوص" إلى "مقارنة الظواهر"، ثم تخطوا الظواهر التاريخية بأن ضموا إليها وصف الأنظمة القائمة باللغات الحية . هكذا كانت نشأة علم اللغة من منطق "الفيلولوجيا" ،ولكن علم اللغة إن لم يتحلل تماما من فكرة "القدم" أو فكرة "المقارنة" فقد أضاف إليهما فكرتي "المعاصرة" و"الوصف" ووضع القدم والمعاصرة جنبا إلى جنب ، وخصص لكل منهما منهجا فالقدم Diachronic يدرس بمنهج تطوري تاريخي ، والمعاصرة Synchrinic تدرس بمنهج وصفي Descriptive أشبه ما يكون بمناهج العلوم الطبيعية ، بل إنه يستعين بحقائق هذه العلوم . وهكذا انتفع علم اللغة بمناهج العلوم الأخرى من حوله، حتى استطاع أن ينشئ لنفسه طريقة خاصة في النظر إلى موضوعه وأصبح بحق يستحق أن يعرف بأنه الطريق العلمية لدراسة اللغة . واستقل علم اللغة بعد أن كان موضوعه في الماضي يدور في فلك الكتب المقدسة كما في السنسكريتية، أو في فلك الفلسفة كما في الإغريقية، أو في حظيرة الأدب ونقده كما حدث في لغات أخرى وهلم جرا .وأسقط علم اللغة من موضوعه ما لا يمكن أن يخضع للنظر العلمي، كالكلام في أصل اللغة أتوقيف ذلك أم اصطلاح؟ و كالكلام في تقويم اللغات وتفضيل بعضها على بعض، وكالكلام في موضوعات تتصل بالسحر والشعوذة، وتنسب قوة غيبية للكلمات، تلك موضوعات كان على علم اللغة أن يستبعدها من التراث الذي ورثه من أفكار الأقدمين .
االمرجع
من كتاب "الأصول ، دراسة إيبستمولوجية لأصول الفكر اللغوي العربي" الدكتور تمام حسان، دار الثقافة ،الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1981 ،ص ׃ 252.
االسؤال هو هل هذا التعريف للفيلولوجيا استطيع الاعتماد عليه في مزاولةدراساتي دكتور في الحقيقة من كثرة بحثي في اللسانيات اصبح لدي بعض الغموض بين العربية والغربية وياريت لو تعطيني نقاط اتبعها لاتفادى هذه الملابسات تقبل تحياتي استاذ
الجمعة ديسمبر 07, 2012 2:15 pm